هل تخسر كتلة القومي أحد نوابها الملتزمين؟
كثيرة ومتنوعة ولافتة هي المتغيرات التي ستفرزها الإنتخابات النيابية المقبلة، إن لجهة الشكل أو المضمون، أو حجم الكتل، او نوعية النواب الذين سينضوون تحت ولائها.
فبديهي أن معظم الأحزاب والتيارات والكتل ستسعى إلى زيادة عدد أعضائها أو المحافظة على ما كانت عليه في انتخابات العام 2018، أو في الحد الأدنى الحد من الخسارة قدر المستطاع؛ فرغم كل الترددات عبر وسائل الإعلام عن خسائر في هذا الجانب دون سواه، فإن مختلف المراقبين ومدراء الإحصاءات يُجمعون على ان الخسارة ستحصل في حصص الجميع دون إستثناء، لأن هناك من سيخسر بسبب تقصيره او سوء أداءه، وآخر سيخسر بسبب كبريائه وإدعاءاته أنه مطمئن للنتائج، وهو في الواقع غافل عما ينتظره من مطبات وحفر وكمائن نُصبت له بإحكام، وثالث أخطأ في حسابات التحالفات التي كان بإمكانه بلورتها بإتقان، فتكبّر وأجبر وأطلق النار على العصافير غير المناسبة.
وبإنتظار السادس عشر من شهر آيار وما سيحمله من نتائج وما يليها من تحالفات، يبقى قضاء الكورة في الدائرة الثالثة في الشمال أحد الثغرات التي تسعى كل الكتل والأحزاب والتيارات لعدم الوقوع في أحد أفخاخها، نظراً للتنوع الكبير في ولاءاتها، ففيها تيار المرده والحزب السوري القومي الإجتماعي والتيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية والحزب الشيوعي اللبناني، إضافة إلى الإنتماءات العائلية المتعددة، إضافة إلى المستقلين وأخيراً المجتمع المدني أو ما يحلو للبعض بتسميتها بـ “قوى الثورة”.
ولكن من بين المفارقات في هذه الدورة الإنتخابية هو وضع أحد أركان الحزب القومي السوري الاجتماعي (كعائلة وكشخص) النائب سليم عبدالله سعاده الذي وقع في ورطة هذه السنة ناتجة عن الإنقسام الحاصل في الحزب بين القيادة الحالية برئاسة ربيع بنات التي تبنت ترشيح الدكتور وليد العازار، وبين القيادة السابقة التي كان يرأسها النائب أسعد حردان التي تولت دعم سعاده، مع العلم ان سعاده كان يستقطب العديد من غير الحزبيين حتى، نتيجة علاقاته الواسعة وخدماته.
وبعد اخذ ورد في مرحلة تركيب اللوائح، عاد وإنضم إلى لائحة تيار المرده التي تضمه مع المرشح فادي غصن شقيق النائب الراحل فايز غصن، وإسم ثالث سيتم الإعلان عنه في القضاء (وقد يكون قريباً من قوى المجتمع المدني)، وذلك عند الساعة الخامسة من بعد ظهر غد الأحد، عبر إحتفال سيقام في مركز قيادة تيار المرده في بنشعي.
ولأن المعركة حامية جداً والأرقام بين المرشحين ستكون قريبة جداً، علم “أحوال” من مصادر واسعة الإطلاع، أن النائب سعادة قد أبلغ قيادة المرده انه في حال فوزه في الإنتخابات المقبلة، سيعلن إنضمامه إلى كتلة المرده في المجلس الجديد ولن يكون في كتلة الحزب القومي أو مستقلاً، من دون أن ننسى أن العلاقة الشخصية بين النائب سعادة ورئيس تيار المرده سليمان فرنجيه هي في أفضل علاقات الصداقة منذ ثلاثة عقود، ولم تشوبها شائبة طوال تلك الفترة، حتى أن سعادة قد تعرض لكسر في رجله في تسعينات القرن الماضي بينما كان في رحلة صيد بحري مع فرنجيه على مركب خاص قبالة السواحل الشمالية.
مرسال الترس